انتهت مبارة الاهلي و الاتحاد في بطولة كأس العالم للاندية، وحان الوقت للنظر بعمق في ما يتجاوز الاحتفالات والهتافات. اللافت في هذا السياق هو الفرق الشاسع بين ثقافة الجماهير في المباريات الدولية مقارنةً بالمحلية، خاصة في الدول العربية.
احترام وأدب الجماهير
في المباريات الدولية، شهدنا مستوى عالٍ من الاحترام والأدب بين الجماهير، خاصة بين المصريين والسعوديين. هذا التفاعل الإيجابي يُظهر كيف يمكن للرياضة أن تجمع الناس في أجواء من المرح والتعاون بدلاً من التنافس العدائي.
التباين الثقافي
ما يثير الاهتمام هو التباين الكبير بين هذه الثقافة الرياضية وما نشهده في بعض الملاعب المحلية. في الدول العربية، وخصوصًا مصر، غالبًا ما تسود ثقافة الشتائم والسباب، وأحيانًا يصل الأمر إلى أعمال العنف. هذا السلوك يُظهر عدم النضج في التعامل مع الهزائم والفوز، ويُشكل مصدر قلق حقيقي حول ثقافة المشجعين.
دور الإعلام والمنصات الاجتماعية
الإعلام له دور لا يُستهان به في تشكيل ثقافة الجماهير. في كثير من الأحيان، يُسهم الإعلام في تأجيج الخلافات وتغذية العداوات بين الجماهير. البرامج الرياضية وصفحات التواصل الاجتماعي غالبًا ما تركز على إثارة الجدل بدلاً من نشر ثقافة الاحترام والروح الرياضية.
دور الإدارات الرياضية في تأجيج المشاعر
جانب آخر يستحق الاهتمام هو دور الإدارات الرياضية في هذه المعادلة. في كثير من الأحيان، تلجأ بعض الإدارات الرياضية إلى استراتيجيات تحريضية لصرف الانتباه عن إخفاقاتها الإدارية والفنية. بدلاً من تحمل مسؤولية النتائج الضعيفة أو عدم تحقيق الأهداف، تجد هذه الإدارات في إثارة الجماهير وتأجيج مشاعرهم وسيلة لإخفاء فشلها.
الأساليب التحريضية
يتمثل أحد الأساليب التي تستخدمها هذه الإدارات في إلقاء اللوم على العوامل الخارجية مثل التحكيم أو التحيز المزعوم، بدلاً من مواجهة القضايا الداخلية مثل ضعف التخطيط أو سوء الإدارة. هذا السلوك يعزز من ثقافة الشكوى وعدم تحمل المسؤولية، مما يؤدي إلى خلق بيئة سلبية حول النادي.
تأثير على الجماهير
تأثير هذه الأساليب على الجماهير واضح ومباشر. بدلاً من تشجيع المنافسة الشريفة والاحترام المتبادل، تتحول الجماهير إلى أدوات للتعبير عن الإحباط والغضب. هذا النوع من التحريض يمكن أن يؤدي إلى تصعيد التوترات وحتى العنف في بعض الحالات.
الحاجة للتغيير
من الضروري إعادة النظر في كيفية إدارة الأندية والاتحادات الرياضية. يجب أن تكون الشفافية والمساءلة هي الأساس في تشكيل الإدارات الرياضية، بحيث تكون قادرة على بناء بيئة إيجابية تعزز من قيم الاحترام والتنافس الشريف. البحث عن حلول
من الضروري أن نعيد النظر في كيفية تعاملنا مع الرياضة والمنافسة. يجب التركيز على تعزيز الروح الرياضية، وتقبل الهزيمة بكرامة، والاحتفال بالفوز بتواضع. الحل يكمن في التربية والتعليم، وإعادة تشكيل الثقافة الرياضية في مجتمعاتنا.
في الختام، الرياضة يجب أن تكون وسيلة للتقارب والتفاهم بين الشعوب، وليس ساحة للتنافر والخلافات. يجب علينا جميعًا العمل معًا لضمان التمتع بالرياضة بعيدا عن العنف.
Comments