الحرب، بطبيعتها، هي حالة من الدمار والخراب، ولكن حتى في أشد الصراعات ضراوة، هناك قواعد يجب احترامها. القانون الدولي الإنساني، الذي يُعرف أيضًا بقوانين الحرب، يضع حدودًا لكيفية إدارة الحروب ويحمي الأشخاص الذين لا يشاركون أو توقفوا عن المشاركة في الأعمال العدائية. من بين أبرز هذه القواعد هي حماية المدنيين وعدم استهدافهم.
قتل المدنيين عمدًا في الحروب يُعتبر جريمة حرب لأنه يخرق مبدأين أساسيين في القانون الدولي الإنساني: مبدأ التمييز ومبدأ النسبية. مبدأ التمييز يقتضي أن يتم التفريق بين المقاتلين والمدنيين، وألا يتم استهداف الأخيرين. مبدأ النسبية يتطلب أن تكون الأضرار العرضية التي تلحق بالمدنيين متناسبة وغير مفرطة بالنظر إلى الأفضلية العسكرية المتوقعة.
عندما يتم استهداف المدنيين، يتم تجاوز هذه المبادئ ويتم ارتكاب جرائم ضد الإنسانية. هذه الأفعال تُدين ليس فقط الأفراد الذين ينفذونها، بل أيضًا القيادات التي تأمر بها أو تسمح بها. المحاكم الدولية مثل المحكمة الجنائية الدولية موجودة لضمان محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم.
و ما يحدث في فلسطين من قتل متعمد للمدنيين هو مثال صارخ لجرائم الحرب و يجب علي الامم المتحدة و مجلس الامن اتخاذ ما يلزم اولا لوقف الحرب ثانيا لمحاسبة كل مسئول امر او تغاضي عن قتل المدنيين.
ايضا تجويع المدنيين من نساء و اطفال جريمة اخري من جرائم الحرب الذي يمارسها الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين و الذي و مع الاسف تقف الامم المتحدة و مجلس الامن عاجزين عن ايقافة.
في النهاية، يجب أن نتذكر أن الحروب ليست فقط صراعات بين الجيوش، بل هي أيضًا معاناة للأبرياء الذين يجدون أنفسهم في وسط النزاعات. حماية المدنيين ليست مجرد التزام قانوني، بل هي أيضًا التزام أخلاقي يجسد الإنسانية في أحلك الأوقات.
---
Comments